التخطيط الاستراتيجي

التخطيط الاستراتيجي وأهميته

يعتقد البعض أن بناء الخطة الاستراتيجية لمؤسساتهم غير مهم. متناسيين دورها الكبير في التأثير الإيجابي على سير العمل والقرارات المصيرية وهيكل الإدارة الكلي في المؤسسات. وذلك سواء كانت تلك المؤسسات شركات ربحية، أو مؤسسات غير ربحية، وحتى الجمعيات الخيرية أو الوقفية أو الاجتماعية. لذا سنلقي الضوء في هذا المقال على ماهية التخطيط الاستراتيجي وفوائده وأهميته للمؤسسات المختلفة وخطوات تنفيذ التخطيط الاستراتيجي.

التخطيط الاستراتيجي هو فن وضع استراتيجيات أعمال محددة في خطة وكيفية تنفيذها وتقييم نتائج تنفيذها فيما يتعلق بالأهداف والرغبات الشاملة للمؤسسة على المدى الطويل. وبشكل مبسط يمكن القول إن هذا المفهوم يركز على تضافر الإدارات المختلفة. (مثل: إدارة الإنتاج، والترويج، والتسويق، والمحاسبة، والمالية، والموارد البشرية) داخل مؤسسة ما لتحقيق أهدافها الاستراتيجية.

تتطلب عملية التخطيط الاستراتيجي قدراً كبيراً من التفكير والتخطيط، من جانب الإدارة العليا للمؤسسة. فقبل تحديد خطة عمل ما ثم تحديد كيفية تنفيذها استراتيجياً، يجب أن تتعرف المؤسسة على وضعها الحالي. من خلال إجراء تحليل للبيئة الداخلية والخارجية، ثم يفترض أن تستقر إدارة المؤسسة على الرؤية، والرسالة، والأهداف الاستراتيجية التي من المرجح أن تحقق نتائج إيجابية، ويمكن تنفيذها بطريقة فعّالة من حيث التكلفة، والجودة، والوقت مع احتمالية عالية للنجاح، ومع تجنب المخاطر غير المبررة.

يتكون تطوير وتنفيذ التخطيط الاستراتيجي من ثلاث خطوات رئيسية:

في هذه الخطوة، تقوم المؤسسة بتقييم وضعها الحالي. من خلال إجراء تحليل للبيئة الداخلية والخارجية. والغرض من هذا التحليل هو المساعدة في تحديد نقاط القوة والضعف الداخلية في المؤسسة. فضلاً عن تحديد الفرص والتهديدات الخارجية، وهو ما يسمى بالتحليل الرباعي SWOT. وفي ضوء هذا التحليل يتم صياغة الخطة الاستراتيجية التي تمكن المؤسسة من تحقيق رسالتها وأهدافها الاستراتيجية، ثم يقرر المديرون المبادرات والمشاريع والبرامج التي يجب التركيز عليها أو التخلي عنها.

بعد صياغة الاستراتيجية، تحتاج المؤسسة إلى تحديد أهداف محددة تتعلق بوضع الاستراتيجية موضع التنفيذ، وتخصيص الموارد لتنفيذ هذه الاستراتيجية.

يتضمن تنفيذ الاستراتيجية الفعال تطوير هيكل أو إطار متين لتنفيذ الاستراتيجية. وتعظيم الاستفادة من الموارد ذات الصلة. وإعادة توجيه وتضافر الجهود بما يتماشى مع الغايات والأهداف الاستراتيجية.

“النجاح اليوم لا يضمن النجاح غداً”. لذا من المهم تقييم أداء الاستراتيجية المختارة بعد مرحلة التنفيذ.

يتضمن تقييم الاستراتيجية ثلاث خطوات رئيسية: مراجعة العوامل الداخلية والخارجية التي تؤثر على تنفيذ الاستراتيجية، وقياس الأداء، واتخاذ خطوات تصحيحية لجعل الاستراتيجية أكثر فعالية.

تحدث الخطوات الثلاث في التخطيط الاستراتيجي ضمن ثلاثة مستويات هرمية: الإدارة العليا، والإدارة المتوسطة، والمستويات التشغيلية. وبالتالي، من الضروري تعزيز التواصل والتفاعل بين الموظفين والمديرين على جميع المستويات، وذلك لمساعدة الشركة على العمل كفريق أكثر فعالية.

يساعد التخطيط الاستراتيجي المؤسسات على الاستعداد بشكل استباقي لمعالجة القضايا من منظور أوسع وعلى مدى زمني طويل. حيث إنه يساعد المؤسسة على تحديد نقاط الضعف الداخلية من أجل تحسينها، والاستعداد لمواجهة أي تهديدات خارجية أو مواقف محتملة في المستقبل وذلك بدلاً من الاستجابة للمواقف بشكل غير منظم.

من بين الفوائد الأساسية له ما يلي:

تعد هذه هي الفائدة الأكثر أهمية المستمدة منه. حيث تظهر بعض الدراسات أن عملية التخطيط الاستراتيجي نفسها تساهم بشكل كبير في تحسين الأداء العام للمؤسسة، بغض النظر عن نجاح استراتيجية معينة.

يعد التواصل أمرًا بالغ الأهمية لنجاح عملية التخطيط الاستراتيجي. يتم البدء به من خلال المشاركة والحوار بين المديرين والموظفين، مما يظهر التزامهم بتحقيق الأهداف التنظيمية.

يساعد أيضًا المديرين والموظفين على إظهار الالتزام بأهداف المنظمة. وذلك لأنهم يعرفون ما تفعله الشركة والأسباب وراء ذلك. مما يجعل أهداف المنظمة وأغراضها حقيقية، ونتيجة لذلك، يميل كل من الموظفين والمديرين إلى أن يصبحوا أكثر ابتكارًا وإبداعًا، مما يدعم نمو المؤسسة.

إن الحوار والتواصل المتزايدين عبر جميع مراحل العملية يعززان شعور الموظفين بالفعالية والأهمية في نجاح المؤسسة بشكل عام. ولهذا السبب، من المهم للشركات أن تعمل على لامركزية العملية من خلال إشراك المديرين والموظفين من المستوى الأدنى في جميع أنحاء المنظمة.

يستخدم عدد متزايد من الشركات التخطيط الاستراتيجي لصياغة وتنفيذ القرارات الفعّالة. وفي حين يتطلب التخطيط قدرًا كبيرًا من الوقت والجهد والمال، فإن الخطة الاستراتيجية المدروسة جيدًا تعزز بكفاءة نمو المؤسسة وتحقيق الأهداف ورضا الموظفين والعملاء وأصحاب المصلحة الآخرين.

تقدم شركة في أي بي للبحوث ودعم التعليم خدمات استشارية في مجال التخطيط الاستراتيجي، حيث نقدم لعملائنا خدمات استشارية وتدريبية على كيفية بناء الخطة الاستراتيجية وتنفيذها وتقييمها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *